قبر من الملح امل العلي

للتاريخ القديم ذاكرة لا تشيخ.. فقد كانت الأيام آنذاك تمر لكنها تُدَوَّن، وفي تاريخنا المعاصر فإن الأيام قد تساوت مع العدم ولهذا يموت أكثرنا في الأجساد قبل أن يموت في حيزٍ ضيِّق يُدعى -قبر- لكن من يدري.. لربما كانت للأموات كلمة أخرى في الداخل المليء بما لا يشتهون من الوحل والوسخ والأحشاء المجوفة في مراتع الديدان!أتعَلَم؟! لا فائدة من حياتك دون أن تمضي لمكانٍ آخر أشبه بالموت، فأنت بحاجة إلى عالم جديد تتأكد من خلاله بأن ظنونك ليست هشة كما كنت تعتقد، فقط فكِّر بالأشياء التي كان بإمكانها أن تحدث لكنها لم تحدث، حينها فقط ستعود للحياة بطريقة ما والحقيقة معك! _جسدٌ مُلقى على الأرض مُزْرَق، يكاد أن يتجمد لا يصدر منه سوى.. بكاءٌ ونحيب بكاء.. يتعالى بكاء هستيري لحوح.. محفوفٌ بِجِراء وكلاب ضالة، تارة تلهث ولعابها يَتَرَشرَش وتارة أخرى تنبح ونباحها يتخاشن بكاء لكنه حتماً ليس بالموت.. بكاء مليء بالندوب.. ومع ذلك كان البكاء أشبه بطلب الحياة، أو جرعة من الحياة! بكاء يُطالب بإيقاظ النائمين ويبدو أنه قد استمال أحدهم نحوه...! لكن من؟احداث شيقة تنتظركم في قبر من الملح _ رواية قبر من الملح للمؤلفة امل العلي