هل المطر صديق الفقراء؟
هل يتذوق الفقراء فرحة المطر برغم كل تلك الثقوب في ملابسهم،
وأحذيتهم، وأرواحهم الممتلئة بالبرد تحت المطر
في زمن ارتفع فيه ثمن الدفء كثيراً؟
نعم، آمنتُ بهذا الاعتقاد لسنوات طويلة، حتى ذلك اليوم الذي هطل فيه
المطر بقوة ودخل منازل الجيران، وأغرق الكثير من زوايا منازلهم ...
ورأيتُ الجارات يسارعن في الخروج من المنازل حاملات أطفالهن،
فالأطفال أغلى ما يُحمل ويُنقذ عند الغرق.
يومها فقط أدركت أن المطر ليس صديق الفقراء .. فهو قد يمنحهم الفرح
لكن بلا أمان، تماماً كما قد يمنح الأغنياء الأمان لكن ... بلا فرح.
ها قد عدت للطرقات القديمة كما حدثني قلبي يوماً أجرُّ في أقدامي الكثير من خيبات الوقت ومن خيبات زمن لا يشبهني وخيبات أحلام ذبلت بعد اخضرار ها قد عدت كم..
في كل زمان قصة بين ليلة وضحاها هناك قصة بين زمن وزمن هناك قصة الدنيا هي قصة وكتاب كبير هناك أزمنة تركت خلفها قصص حتى نقرأها وهناك أشخاص تركوا بصمة وقص..