هل تعلمين سيدتي اطياب، أني كلما جررت قلماً لأخط فصلاً من مأساتك، أحسني وسط بقعة نور ، كاتباً على حافة الورقة أحرفاً ترفض الاستسلام ، تثور على هذه المساحة الصغيرة التي أضعها فيها، تطول لتطبع حبرها على المنضدة، تسيل على أصابعي، أحك جفني حتى تتكحل بحبر غاضب، وأنا أنصت بإذعان لصوت في جوفي يشبهك، ينطلق من رأسي حتى أخمص قدمي، يشعرني بألمك لدرجة التماهي المرعب .
يطلب الجلاد من ضحيته ألا تنظر إليه وهو في حال ارتكاب جريمته، كي لاتصحو في قلبه الميت أي نبضة رأفة، هو يعلم أنه لا يرأف ولا يرق ولايحن، ولكن بعض العيون..
“ربما يكون عنوان الكتاب مألوفاً لديكم .. نعم .. أنا الطبيب النفسي عبد الوهاب السيد الرفاعي الذي سردت لكم مذكراتي سابقاً والتي أطلقت عليها اسم: (حالات ..
أنت الآن أمام صندوق أشبه بصندوق المعجزات ، بقدر ما تعطيه سيعطيك أكثر ، و بقدر ما تهديه سيهديك عملاً ، و علماً ، و الأهم من ذلك أجراً .
و على الرغم من..